"رويترز": اختراق يطول مراسلات حكومية ويكشف ضعف حماية البيانات في إدارة ترامب

"رويترز": اختراق يطول مراسلات حكومية ويكشف ضعف حماية البيانات في إدارة ترامب
اختراق أمني- أرشيف

كشفت وكالة "رويترز"، اليوم الخميس، عن تفاصيل مثيرة تتعلق باختراق أمني خطير استهدف منصة الاتصالات التي كان يستخدمها مستشار الأمن القومي السابق في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مايك والتز، ما أدى إلى تسرب مراسلات تخص عشرات المسؤولين الأمريكيين.

وأوضحت "رويترز"، استنادًا إلى مراجعة لوثائق حصلت عليها من منظمة "Distributed Denial of Secrets" الأمريكية غير الربحية، أن المخترق تمكن من الوصول إلى بيانات أكثر من 60 مستخدمًا حكوميًا لمنصة "TeleMessage"، وهي نسخة معدلة من تطبيقات مشفرة مثل "Signal"، تتيح أرشفة المراسلات بما يتماشى مع لوائح الأرشفة الرسمية الأمريكية.

وذكرت الوكالة أن الرسائل التي تم اعتراضها شملت مسؤولين في الجمارك، وخدمات الطوارئ، وجهاز الخدمة السرية، إضافة إلى موظف واحد على الأقل في البيت الأبيض. 

كما احتوت بعض الرسائل على معلومات تتعلق بخطط سفر مسؤولين أمريكيين كبار، من بينها فعالية كانت تنسق في الفاتيكان وأخرى إلى الأردن.

ردود الجهات الرسمية

وأكدت "رويترز" أنها تحققت من صحة أرقام هواتف وردت في التسريبات، كما تواصلت مع جهات تم اعتراض رسائلها، من بينها شخص تقدم بطلب لوكالة "FEMA"، وشركة مالية أقرت بأن الرسائل تعود لها، ومع ذلك لم ترصد الوكالة محتوىً حساسًا صريحًا، لكنها نبهت إلى أن حجم التسريب يُبرز ضعف الحماية السيبرانية.

وفي حين رفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على الحادثة، أشار جهاز الخدمة السرية إلى أن عددًا محدودًا فقط من أفراده استخدموا تطبيق "TeleMessage"، وأنه يراجع الأثر المحتمل للاختراق، أما وكالة "FEMA" فذكرت أنها "لم تعثر على دليل للاختراق"، رغم إرفاق "رويترز" نسخاً من رسائل داخلية خاصة بها.

وأوضحت الجمارك وحماية الحدود أنها أوقفت استخدام التطبيق وهي بصدد التحقيق، بينما أكدت مراكز مكافحة الأمراض (CDC) أنها جربت البرنامج عام 2024 لأغراض أرشفة البيانات لكنها استبعدته لاحقًا لعدم تلبيته احتياجاتها.

إجراءات أمنية لاحقة

وجاءت أخطر التداعيات مع إصدار وكالة الأمن السيبراني الأمريكية "CISA" تنبيهًا بعد أسبوع من الاختراق، أوصت فيه الوكالات الفيدرالية بوقف استخدام منصة "TeleMessage"، حتى توفر شركة "Smarsh" المالكة لها إرشادات واضحة لضمان الاستخدام الآمن.

وتُستخدم منصة "TeleMessage" من قبل وكالات حكومية لتخزين رسائل الدردشة والمراسلات الرسمية عبر تطبيقات مثل "Signal"، بما يضمن التوافق مع قوانين الأرشفة الحكومية. 

ورغم استخدامها المحدود خارج المؤسسات الفيدرالية، فإن تسريبات الأيام الأخيرة أظهرت مدى خطورة الاعتماد على هذه الأنظمة دون طبقات حماية إضافية.

مخاوف تتجدد

يعيد هذا الحادث إحياء الجدل حول ضعف البنية التحتية السيبرانية لبعض المؤسسات الأمريكية خلال فترة إدارة ترامب، خاصة مع استخدام منصات لم تكن دائمًا خاضعة لأعلى معايير الأمان. 

ورغم غياب دلائل على اختراق معلومات أمن قومي حساسة، فإن الأمر يكشف عن ثغرات قد تستغل مستقبلًا في عمليات تجسس إلكتروني واسعة النطاق.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية